أنماط المجوهرات

ستخدم الناس المجوهرات منذ عصور ما قبل التاريخ لأسباب عديدة، مثل التعريف عن الهوية والمكانة الاجتماعية والزينة. وتطورت الأغراض من ارتداء المجوهرات بمرور الوقت وتطورت معها طبيعة المجوهرات نفسها، الأمر الذي ساهم في ظهور عدد من أنماط المجوهرات المختلفة. ونتيجة لذلكً، أصبح لدينا العديد من أنماط المجوهرات الآن، ومن أبرزها المجوهرات الكلاسيكية، والكلاسيكية الجديدة، والتقليدية، والعصرية، وغيرها.

ومع ذلك، قد يخلط الكثير من الناس بين هذه الأنماط المختلفة، وخاصة بين تلك الكلاسيكية والتقليدية، حيث يخلط الكثير من الأشخاص بين هذين المصطلحين اعتقادًا منهم بأنهما يشيران إلى نفس الأنواع من العقود والخواتم والأساور وأطقم المجوهرات، وما إلى ذلك. لكن في الواقع، يعبر كلٌ من هذين المصطلحين عن نمط مختلف من المجوهرات.

ولنفهم هذا الموضوع بشكل أفضل، دعونا نلقي نظرة سريعة على كل نمط من أنماط المجوهرات.

قد يكون النمط الكلاسيكي في المجوهرات أول نمط عرفه الناس، حيث يعود إلى العصر اليوناني والروماني ويعكس الطراز الأتروري.

ويركز هذا النمط بشكل رئيسي على المواد المستخدمة في المجوهرات، وتعتمد قيمة قطعة المجوهرات فيه بشكل أساسي على المواد المستخدمة في صناعتها. وهذا هو السبب في أن معظم المجوهرات الكلاسيكية، مثل الخواتم والأقراط، وغيرها، من الذهب.

ويُبرز هذا النمط رونق المجوهرات ولكن باستخدام نفس التصميم تقريبًا. أو إذا أردنا التعبير عن ذلك بطريقة مبسطة، فعلى الرغم من أن عناصر المجوهرات الكلاسيكية تكون من الذهب الخالص أو المعادن الثمينة، إلا أنها تشترك جميعًا في نفس التصميم بطريقة أو بأخرى.

ويمكننا القول أن النمط الكلاسيكي كان النمط السائد في المجوهرات حتى أواخر القرن الثامن عشر، ثم بدأ بالتلاشي مع ظهور نمط "الفن الحديث "Art Nouveau الذي ركز بشكل أكبر على الإبداع في التصميم نفسه بدلًا من نوع المعدن المُستخدم. ولقد مهد ذلك الأمر الطريق نحو الفردية وإضفاء الطابع الشخصي على تصاميم المجوهرات.

ومن هنا، بدأ نمط المجوهرات العصرية في الظهور، حيث أصبح يتم استخدام المجوهرات لأغراض وظيفية أيضًا. وتدور الفكرة الرئيسية لهذا النمط حول تسخير الإبداع لخلق قيم رمزية من خلال التصاميم الجمالية للمجوهرات.

ولكن، هذا لا يعني أن نمط المجوهرات الكلاسيكي انتهى أو عفا عليه الزمن، بل على العكس من ذلك، لا يزال النمط الكلاسيكي أحد أكثر الأنماط تفضيلًا بين أوساط عشاق المجوهرات. ويتمثل المجوهرات الكلاسيكية في عالم المجوهرات اليوم في قطع المجوهرات التي قد تكون سائدة في تصاميم المجوهرات القديمة، أو التي ببساطة تحمل تصميمًا بسيطًا ولكن مع استخدام معادن ثمينة وفاخرة.

من ناحية أخرى، تشير المجوهرات التراثية إلى أي نوع من المجوهرات التي تنتمي إلى منطقة معينة وتنتقل من جيل إلى آخر. ويتأثر هذا النمط عادةً بالطبيعة والجغرافيا والمجتمع الذي ينتمي إليه. على سبيل المثال، تتميز المجوهرات التراثية في المملكة العربية السعودية بتنوعها الفريد وبتنوع المواد المُستخدمة فيها وباستخدام الأحجار الكريمة المميزة في ترصيعها. فيما تعتبر الفضة المعدن الرئيسي المُستخدم في المجوهرات التراثية لبعض الأماكن الأخرى، مثل اليمن.

ويوجد نمط آخر من المجوهرات قد يسبب بعض الالتباس لدى البعض، وهو المجوهرات العرقية، والتي تنتمي إلى مجموعة من الأشخاص الذين يمتلكون أسلوبهم الخاص الذي قد يختلف عن النمط السائد في بلادهم.

تتميز المجوهرات التراثية بأنها لن تصبح أبدًا طرازًا قديمًا، وبأنها قادرة بسهولة على مواكبة التغيرات التي تحدث في أنماط المجوهرات والأنماط الحياتية عمومًا. على سبيل المثال، كان اللؤلؤ هو العنصر الرئيسي في المجوهرات التراثية في فترة ما قبل اكتشاف النفط في الإمارات العربية المتحدة، بينما بدأ استخدام الذهب أكثر شيوعًا في فترة السبعينيات من القرن العشرين، إلى أن أصبح الآن المعدن الرئيسي المُستخدم في العقود والأساور والأقراط وأساور الذراع الإماراتية التراثية، وغيرها من أشكال المجوهرات.

نقوم في الرميزان للذهب والمجوهرات بإعادة تشكيل المجوهرات التراثية لإضفاء مظهر عصري عليها مع الحفاظ على جوهر تصاميمها العريقة.