عندما نفكر في الذهب، نفكر في أسواق الذهب و المجوهرات كالأسواق المتناثرة في أبوظبي، و في أنواع المجوهرات المختلفة مثل الأساور والقلادات والأقراط وغيرها التي تتألق بألوانها الزاهية والأصفر البراق.

أول ما يتبادر إلى الذهن متاجرنا الفاخرة بصوانيها المليئة بالمجوهرات ذات التصاميم الإبداعية المتنوعة التي تخطف الأبصار، والأساور الأخاذة، والقلادات، والخواتم عيار 21 التي تناسب جميع الأذواق.

بالحديث عن الذوق، ما لا يخطر عالبال هو فكرة تذوق الذهب فعلا و كونه صالح للأكل؛ هل يعقل أن يستخدم الذهب مع الطعام؟ نعم، يستخدم الذهب مع الطعام.

ستندهشون من معرفة أن تقليد تناول الذهب معروف منذ آلاف السنين. هناك أدلة تثبت أن المصريين القدماء، منذ ما يقرب من 5000 عام، كانوا يستخدمون الذهب كوسيلة للتطهير والقوة وكسب رضا الآلهة. كما قاموا بتطوير الأدوية باستخدام الذهب الصالح للشرب، معتقدين أن له تأثير إيجابي على أجسامهم. هذا ليس غريباً، لأن القلادات الذهبية والتعليقات الذهبية كانت جزءًا من حياتهم اليومية جنبًا إلى جنب مع الصورة المقدسة للذهب في الحضارة المصرية القديمة، فلماذا لا تكون جزءًا من مطبخهم أيضًا؟

لم يكن تناول الذهب معروفاً للمصريين فحسب، بل كان شائعًا لدى الصينيين القدماء والدول الشرقية مثل اليابان والهند. اشتهروا باستخدامه لتزيين الأطعمة بالإضافة إلى استخدامه في الأدوية.

أما بالنسبة للعصور الوسطى، فقد تنافس الأوروبيون في تقديم أجود أنواع الطعام و تزيينها بالذهب الخالص في بلاط الملوك للدلالة على الفخامة المطلقة.

في العصر الحديث يجب أن نلاحظ انتشار استخدام الذهب في جميع أنواع الأطعمة، حيث تتنافس المطاعم الراقية في تقديم أفخم الأطباق المزينة بدقة وعناية بأوراق الذهب الخالص، وفي بعض الأحيان تكون شهرة أي مطعم قائمة على طبق مطلي بالذهب. نظرًا لأن الطعام المطلي بالذهب أصبح اتجاهًا، يمكننا أن نلاحظ انتشاره الواسع في قوائم الطعام وصفحات الانستغرام والمدونات.

الذهب الصالح للأكل مادة مضافة. ورقة الذهب عيار 24 التي تغطي الطعام لا طعم لها، ولا قيمة غذائية فيها، فلا يمتصها جسم الإنسان، ومع ذلك نرى الكثير من الناس يندفعون لتذوقها، والسبب وراء ذلك هو الفضول، فالناس يتطلعون إلى تجربة أشياء جديدة، كما أنهم يستمتعون بمشاركة تجاربهم الجديدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستجربون الذهب في الطعام؟ أم هو أمر غير وارد بالنسبة لكم؟