الأكوامارين، حجر البحارة

يأتي الشهر الثالث من العام لينثر معه الأمل ويبعث الطمأنينة في النفس، وكذلك تفعل أحجار البخت الخاصة بهذا الشهر. يُعتقد مثلًا أن كلا من الأكوامارين وحجر الدم، على الرغم من اختلاف ألوانها وأشكالها، يعملان على جلب السعادة لمواليد شهر مارس ولأي شخص يرتديها.
ولحجر الأكوامارين أيضًا من اسمه نصيب، حيث أن اسمه يعني "مياه البحر"، وهو بالفعل يتميز بلونه الصافي الذي يشبه الماء. تتدرج ألوانه من الأزرق الفاتح إلى الأزرق الداكن، ويأتي أحيانًا باللون الأزرق المخضر الرائع. يتميز هذا الحجر بدرجة نقائه العالية، مثل الماء تمامًا، حيث إنه خالٍ في معظم الأحيان من أي شوائب أو عناصر أخرى، مما يجعله حجرًا فريدًا من نوعه.
ارتبط هذا الحجر بالإبحار وحتى السفر بمحاذاة المسطحات المائية، وذلك بسبب تشابه لونه مع لون مياه البحر. واعتاد البحارة في العصور القديمة على ارتداء التمائم والقلائد المرصعة بالأكوامارين لتمنحهم الحماية خلال رحلاتهم. كما جرت العادة لديهم على تقديم أحجار الأكوامارين كقربان لإله البحر خلال هبوب العواصف، على أمل أن يقوم بإسكات غضب البحر. وربطت العديد من الخرافات والأساطير الأكوامارين بالبحر وحورياته وآلهته.
استخدم الفلاسفة والأطباء في العصور القديمة هذا الحجر كعلاج للحساسية والالتهابات وأمراض العيون. وكان لدى قدماء المصريين اعتقاد أن ارتداء الأساور أو العقود أو الخواتم المرصعة بالأكوامارين طريقة ممتازة لشحن الطاقة الداخلية ومنع الشيخوخة وشفاء الآلام. وفي الوقت نفسه، كان الرومان يعتقدون أن ارتداء حجر الأكوامارين يحارب الكسل ويحمي من يرتديه من الأذى. ولهذا كان العديد من الجنود، وخاصة خلال العصور الوسطى، يقومون بارتداء المجوهرات المرصعة بالأكوامارين لتحميهم في ساحة المعركة.
ويسود اعتقادٌ بأن خاتم الخطوبة المرصع بحجر الأكوامارين سيحافظ على الزواج ويمنع تلاشي وهج الحب ويضمن استمرار مشاعر الإخلاص بين الأزواج. لهذا السبب، يعتبر إضافة رائعة في هدايا أطقم الذهب لدى الاحتفال بالذكرى السنوية للزفاف، وهو تحديدًا الحجر الخاص بالذكرى التاسعة عشر للزواج.
ربما يكون حجر الأكوامارين مناسبًا تمامًا للارتداء خلال العمل أو في الاجتماعات المهمة، فهو يمد من يرتديه بالحكمة ويساعد على اتقاد التفكير أثناء النقاش.
وهذه المعلومات هي حول استخدامات حجر الأكوامارين والدلالات التي لا يزال يرمز إليها حتى اليوم. وسواء كان الأكوامارين يمتلك خصائص رائعة أم لا، فهو يعتبر من الأحجار الرائعة للغاية التي تشكّل إضافة مميزة إلى الأساور أو الخواتم. يتميز هذا الحجر شبه الكريم بأسعاره المعقولة في العموم، باستثناء أنواعه التي تتميز بلونها الأزرق الغامق، حيث يعود ثمنها الباهظ إلى ندرة وجودها في الطبيعة.
ولكن، تساعد المعالجة الحرارية لحجر الأكوامارين في منحه ذلك اللون النادر، لذلك يمكن العثور على أقراط مرصعة بأحجار الأكوامارين ذات اللون الأزرق الغامق متوفرة بسعر معقول.