اللؤلؤ في الأساطير

لطالما أثارت هذه الجوهرة التي تتسم بالغموض والتي مُنحت لقب "ملكة الأحجار الكريمة" فضول الإنسان منذ قديم الأزل. ولقد حفّز التشكّل المذهل للآلئ في أعماق البحار الكثيرين للتساؤل حول أصل وجودها، كما كانت الثقافات القديمة تقدسها وتعتبرها كائنات تتسم بالسمو وترتبط بالآلهة والملائكة.
أحاطت باللؤلؤ العديد من الأساطير والرمزيات عبر التاريخ. وقد ساعد العثور عليه خلال البحث عن موارد الطعام على طول شواطئ البحر على منحه شعبية كبيرة في معظم المدن الساحلية البحرية في مختلف المناطق. لذلك، ارتبطت من الخرافات والأساطير باللآلئ.
ربما تكون إحدى الأساطير الأوائل عن اللؤلؤ هي تلك المرتبطة بآدم وحواء، والتي تقول إنهما بعد معاقبتهما بطردهما من الجنة، انهمرا بالبكاء ليتركا بحيرة من اللؤلؤ الأبيض والأسود. وقد كانت اللآلئ البيضاء هي دموع حواء، بينما اللآلئ السوداء هي دموع آدم.
وتقول الأساطير في الصين مثلًا أنه كان يتم استخراج اللؤلؤ من التنانين. فبمجرد اكتمال نمو التنين، يبدأ اللؤلؤ بالنمو داخل أسنانه، ويجب بعدها قتل التنين لاستخراجه. تقول أسطورة أخرى أن صبيًا وجد أحد اللآلئ، وحاول إخفاءها عن أهل قريته، ولكن عندما علموا بأمره، اضطر لبلعها، ليتحول إلى تنين.
من ناحية أخرى، كان يعتقد اليابانيون أن اللآلئ هي دموع المخلوقات الأسطورية مثل حوريات البحر والملائكة. وكان يتم تفسير عدم الانتظام في شكل اللؤلؤ وفقًا للأسطورة الفارسية القديمة أنه تكوّن بفعل العواصف، والرعد القوي والبرق مما تسبب في تشوه شكله.
وكانت آخر ملكات مصر في مصر القديمة، كليوباترا، تمتلك لؤلؤتين موجودتين في زوج من الأقراط، وأرادت أن تثبت لـ "مارك أنطونيو" أنها قادرة على إقامة أغلى وليمة على الإطلاق. لذلك قامت بإذابة اللؤلؤة الكبيرة الموجودة في قرطها داخل كوب من الخل وقامت بشربها أمام ضيوفها. وكانت هذه بمثابة أفخم وأثمن وليمة في التاريخ، نظرًا لأن اللؤلؤ كان باهظ الثمن وكان يُنظر إليه على أنه دليل على الثروة.
لم يختلف العالم القديم في الغرب كثيرًا في خلق الأساطير حول اللؤلؤ. على سبيل المثال، كان يعتقد الإغريق أن اللؤلؤ هو منحة من الآلهة تُخلق بفعل الرعد في أعماق المحيطات، وأن اللؤلؤ الملون ينشأ عن اصطدام أحد اللآلئ السوداء بقوس قزح. لذا كان الملوك قديمًا يستخدمونه في تزيين العقود والخواتم الخاصة بهم ويضعونه أحيانًا على تيجانهم.
واعتبرت العديد من الحضارات القديمة أن اللؤلؤ هو عبارة عن قطرات من المطر تهطل من السماء إلى المحيط ليتم حفظها داخل المحار بأمان.
تتنوع القصص والأساطير حول اللؤلؤ، ولكن تتفق جميع الثقافات القديمة على أن اللؤلؤ جوهرة ثمينة مميزة، حيث كان يُستخدم في الغالب في تزيين الخواتم والأقراط من المجوهرات الذهبية الأخرى.
ولا يزال اللؤلؤ يلعب دورًا مهمًا في تصاميم المجوهرات إلى اليوم، حيث تتزيّن العديد من خواتم الزفاف أو الأقراط أو القلائد الأنيقة بلآلئ ذات أشكال وألوان مختلفة تضفي عليها مزيدًا من الجمال والرقي.