السومريون، أقدم صناع المجوهرات
قاد عالم الآثار البريطاني السير "ليونارد وولي" عملية تنقيب عن الآثار في موقع "أور" في المدينة القديمة التي تحمل الاسم نفسه. وقد كانت مدينة "أور" جزءًا من الحضارة السومرية، التي أصبحت العراق اليوم.
وقد كشف التنقيب في المقابر الملكية، وخاصة اكتشاف مقبرة الملكة "بو-آبي"، عن حقائق مثيرة للاهتمام حول تاريخ صناعة الذهب والمجوهرات.
يُعتقد أن السومريين كانوا أول من صنعوا المجوهرات وبدأوا في إنشاء تصاميم مختلفة لها. ويعود ذلك الاعتقاد إلى قطع المجوهرات المختلفة والمثيرة للاهتمام التي تم العثور عليها في المقابر الخاصة بهم، والتي تشمل الأقراط وأنواع مختلفة من العقود والأساور وأساور الذراع و غيرها، حيث كان الكثير من الناس يأمرون بدفن مجوهراتهم والأشياء الثمينة الخاصة بهم معهم بعد موتهم.
تميزت المجوهرات السومرية بتنوعها، وكان يرتديها الأشخاص من كلا الجنسين. إلى جانب الأقراط والقلائد والأساور وأساور الذراع، كان الرجال يرتدون أيضًا حلي الصدر وعصابات الرأس المربوطة من الخلف بسلسلة ذهبية على شكل قفل لتثبيتها.
وتعتبر الأختام الأسطوانية أحد الاكتشافات المثيرة للاهتمام للمجوهرات، حيث كانت منقوشة في الأحجار الكريمة وكان يستخدمها الرجال. كانت هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام النقوش في ابتكار وتصميم المجوهرات. وكانت تلك المقدمة لتصميم الخواتم والأساور المنقوشة، بالإضافة إلى مجوهرات الأحجار الكريمة الأخرى.
أما بالنسبة للنساء السومريات، فقد تميزت مجموعة المجوهرات الخاصة بهنّ بأنها أوسع وأكثر تنوعًا، حيث كانت لديهنّ قطعة مجوهرات تغطي كل جزء من أجسادهن. وكنّ يرتدين أغطية رأس ذهبية مصنوعة من رقائق ذهبية، وكانت عادةً ما تحتوي على أوراق شجر ذهبية مزينة بحبات من اللازورد والعقيق. وكانت أغطية الرأس تأتي في العادة بتصاميم مختلفة مستوحاة من أوراق الشجر والزهور.
تشمل أبرز المجوهرات النسائية السومرية الأقراط الكبيرة على شكل هلال، و عقود الشوكر، والعقود الكبيرة، والأحزمة، ودبابيس الملابس، والخواتم.
وكانت مجموعة المجوهرات الموجودة في قبورهنّ تتكون من المعادن الثمينة والأحجار، حيث كان الذهب والفضة واللازورد والعقيق من المواد الرئيسية المُستخدمة في صناعة المجوهرات خلال تلك الحقبة. وسواء كان يتم استخراج هذه المواد من المنطقة نفسها أو جلبها من المناطق المجاورة مثل تركيا وإيران والهند وغيرها، فإن ذلك يشير إلى الاهتمام الكبير الذي أولاه السومريون للمجوهرات.
كان السومريون يقومون بصناعة مجوهراتهم وصقلها بعناية وعلى أعلى مستوى. ومن خلال إلقاء نظرة على المجوهرات السومرية، يمكننا أن نقول أن هذه الحضارة كانت تتمتع بحرفية عالية في صياغة المجوهرات وتمكنت من التفوق على جميع الحضارات الأخرى فيما يتعلق بهذه الصناعة في ذلك الوقت.
كان صانعو المجوهرات السومريون أول من استخدم بعض التقنيات في صناعة المجوهرات، مثل التحبيب والتخريم. بالإضافة إلى تمكنهم من صناعة السلاسل والخرز ومواد المجوهرات الأخرى بطرق وأشكال مختلفة. ويُظهر مزيج الألوان الذي كانوا يستخدمونه في جميع مجوهراتهم المستوى العالي من الإبداع الذي كانوا يتمتعون به. وقد كان لديهم العديد من الأساليب والدوافع لإنتاج قطع خالدة من المجوهرات كانت وما زالت فريدة من نوعها حتى يومنا هذا.
إن الشغف والإبداع والرغبة في إظهار أفضل ما لدينا من خلال قيامنا بالتزين بأجود وأفخم قطع المجوهرات هو الدافع الوحيد لدينا في الرميزان لتصميم روائع القطع الفنية المميزة والخالدة من المجوهرات.
