الجمشت، الحجر الكريم الملكي
كان الجمشت يعتبر واحدًا من الأحجار الكريمة الأساسية الخمسة، إلى جانب كلٍ من الألماس والزمرد والياقوت الأحمر والياقوت الأزرق، حتى تم اكتشاف كميات ضخمة منه في البرازيل وأماكن أخرى من العالم، ليصبح من السهل العثور عليه وليكون متوفرًا وفي متناول الجميع. وعلى الرغم من أن الجمشت يعتبر حجرًا شبه كريم الآن، إلا أنه لا يزال يحتل مكانة مهمة في عائلة الأحجار الكريمة
الجمشت هو حجر البخت (الميلاد) لشهر فبراير و يرمز للهدوء، ويعد شراء عقد ذهبي مرصع بحجر الجمشت الخيار المثالي كهدية لشخص مولود في فبراير(شباط). كما أنه أيضًا حجر الذكرى السادسة.
يحتل حجر البخت هذا مكانة كبيرة في المعتقدات الروحية والدينية في العديد من الثقافات. فعلى سبيل المثال، كان يستخدمه رجال الكنيسة والكهنة المسيحيون في تزيين خواتمهم، حيث يُعتقد أنه حجر مقدس يتمتع بقوة كبيرة للحفاظ على حالة ذهنية واعية. وكان استخدام الجمشت في الأساطير اليونانية والرومانية في كؤوس النبيذ من الأمور الشائعة، حيث كان يُعتقد أنه يمنع الإصابة بالتسمم، بينما يعتقد البعض في الوقت الحالي أنه يساعد في علاج الإدمان.
وفي حضارة التبت، يستخدم الكهنة البوذيون خرز الجمشت ليساعدهم في الوصول إلى مستويات عالية من الروحانية أثناء التأمل، حيث إنهم يعتقدون أن للجمشت تأثير كبير على شاكرا العين الثالثة وشاكرا التاج. وكان الجنود في العصور الوسطى يرتدون خوذات مصنوعة من الجمشت للحماية.
فما هو الجمشت وما هي خصائصه العلاجية؟
الجمشت هو أحد أعضاء عائلة الكوارتز، وتتراوح درجات اللون فيه من لون اللافندر إلى اللون الأرجواني، حيث ينشأ في تجاويف الصخور البركانية. وعندما تبرد هذه الصخور، تتبلور المياه المشبعة والغازات، وعندما تتحول هذه البلورات إلى حالة الصلابة، يتشكل الجمشت.
وعلى عكس العديد من الأحجار الكريمة، تكمن قيمة الجمشت في لونه الغامق وليس القيراط. لذا يكون الخاتم المرصع بحجر الجمشت ذي اللون الأرجواني الغامق أغلى ثمنًا من الخاتم المرصع بحجر الجمشت ذي اللون الفاتح، حتى لو كان الثاني أكبر حجمًا
يكمن سحر حجر البخت الخاص لشهر فبراير هذا في الخصائص العلاجية التي يتميز بها. حيث لا يزال الجمشت يحتل حتى اليوم مكانةً خاصةً بين الأحجار الكريمة بسبب خصائصه الفريدة من نوعها. فهو، على سبيل المثال، يجلب الهدوء وصفاء الذهن ويمحي المشاعر السلبية والخوف، كما يُعتقد أنه يساعد في الاستمتاع بنوم هانئ وأحلام سعيدة، بالإضافة إلى أنه يمنح الشخص الذي يرتديه الشجاعة والحكمة والإبداع.
كان يستخدم العديد من أفراد العائلات المالكة في العصور القديمة الجمشت في مجوهراتهم الشخصية، مثل القلائد و العقود والتيجان والخواتم وغيرها، ليمنحهم الهدوء والحكمة. وكان الجمشت في الحضارات القديمة مثل اليونانية والرومانية وقدماء المصريين أيضًا حجرًا خاصًا بأفراد العائلة المالكة والشخصيات البارزة فقط، حيث لم يكن مسموحًا لعامة الناس بامتلاكها، كما أنهم لم يكن لديهم القدرة على تحمل تكلفتها. على الرغم من أن الجمشت أصبح متاحًا للجميع في الوقت الحاضر، إلا أنه لا يزال يحافظ على مكانة رفيعة المستوى ويحظى بإعجاب أفراد العائلات المالكة الحاكمة في الوقت الحالي، مثل العائلات الملكية البريطانية والسويدية.
