لماذا يُستخدم الألماس في المجوهرات؟

يتم استخدام الألماس في المجوهرات بشكل شائع، وقد لاقى اقتران كلٍ منهما ببعضهما البعض رواجًا ليتطور إلى أيقونات رومانسية ترمز لفكرة الحب يعيش للأبد، مثل الألماس تمامًا. ونتيجةً لذلك، أصبح من غير المُستغرب تمتع أحجار الألماس في خواتم الخطبة اليوم بهذه القيمة العالية. ونتطرق في هذا المقال إلى الأسباب التي جعلت من الألماس الحجر المثالي للاستخدام في المجوهرات، إلى جانب استعراض لمحة حول تاريخه والخصائص التي يتميز بها.
ما الذي يجعل الألماس الحجر المثالي للاستخدام في المجوهرات؟
1. الألماس يدوم إلى الأبد
يعتبر الألماس أصلب مادة طبيعية معروفة على وجه الأرض، حيث يُصنف بدرجة 10 على مقياس موس للصلابة، ولقد ساعدته هذه الصلابة في أن يتحول إلى رمز للحب الأبدي. استمر الألماس في التشكّل في الوشاح العلوي فوق سطح الأرض على مدار ما بين مليار إلى ثلاثة مليارات سنة، وتعتبر هذه العملية الطويلة أحد الأسباب التي جعلت منه مادة شديدة الصلابة تتميز بقدرتها على مقاومة التعرض للخدش والكسر والتشقق عند احتكاكها بأي مادة أخرى.
ونظرًا لأن مدى قوة الألماس يتحدد بالبنية الجزيئية الخاصة به، فيمكن أن يفسر ذلك السبب وراء القوة التي يتمتع بها. تتماسك ذرات الكربون في الألماس معًا بواسطة روابط تساهمية قوية، وهو يتكون من هيكل رباعي الأسطح أو وحدة مثلثة ذات أربعة جوانب مكوّنة من خمس ذرات كربون، تشترك في الإلكترون بين ذرتين. ويساعد كلٌ من الضغط والحرارة تحت الأرض على ضغط ذرات الكربون لتتحول إلى مركّب عالي التركيز ينتج عنه هذا التركيب الكيميائي للألماس.
2. يتميز الألماس بمظهره الجذاب
إلى جانب أن معظم الناس يعتبرون الألماس من أجمل أنواع المجوهرات، إلا أن مدى جاذبيته يمكن أن يُقاس بشكل علمي أيضًا، وذلك بواسطة مقياس Cs4الذي يُستخدم لتقييم قيمة الألماس ومظهره ولونه. وعلى الرغم من وجود ألوان مختلفة من الألماس، إلا أن مظهر الكريستال الشفاف هو الأكثر رواجًا من بينها.
ويتم تحديد عدد العيوب الموجودة في الحجر من خلال مدى الوضوح الذي يتمتع به. وكلما كان الألماس يتمتع بشفافية وجاذبية أكبر، كان يحتوي على عيوب أقل.
يشير مصطلح "قيراط" إلى وزن الألماس وليس حجمه. ولكن تذكروا دائمًا أن الحجم الأكبر للحجر لا يعني أن أنه الأفضل. كما أن النجاح في العثور على أجمل المجوهرات الماسية يحتاج منكم أولًا إلى الدراسة المتأنية لقيراط الحجر الذي يناسب تفضيلاتكم. علاوةً على ذلك، فإن قطع الألماس يعتبر بلا شك أكثر العناصر أهمية لأنه يلعب دورًا رئيسيًا في انكسار الضوء الداخلي الذي يمنح الألماس بريقه المميز. لذا يجب أن يكون جميع صائغي المجوهرات على دراية تامة بكيفية تأثير تقنيات قطع الألماس المختلفة على بريق الألماس وتألقه.
وإذا كنتم تتساءلون عن السر وراء البريق الذي يتمتع به الألماس، فهو الانعكاس الداخلي الكلي وانكسار الضوء. ومن أجل الحصول على بريق أكثر تألقًا للحجر، يجب أن يقوم القاطع بنحت الزوايا في جوانبه. بالإضافة إلى ذلك، إذا كان الحجر مسطحًا بدرجة كبيرة، فمن المحتمل أن "تتسرب" كمية كبيرة من الضوء من خلال قاعه. وإذا كان عميقًا بصورة كبيرة، فسوف يخرج الضوء من خلال جوانبه الجانبية. بينما تسمح قطع الألماس التي تتمتع بالمواصفات المثالية بانعكاس الضوء داخليًا وإعادة إشعاعه من خلال السطح العلوي.
3. يتمتع الألماس بأهمية ثقافية
يعد تاريخ الألماس العريق وشعبيته في الثقافات الهندية التي يعود تاريخها إلى ما قبل 3000 عام من العوامل الأخرى التي ساعدته في الوصول إلى المكانة المتميزة التي يتمتع بها حاليًا بين مختلف أنواع المجوهرات.
وبحسب الأساطير، تم استخدام الألماس في المجوهرات لأول مرة عام 1047، وذلك في تاج كانت ترتديه إحدى ملكات المجر. وفي وقت لاحق، تم إطلاق حملة إعلانية بواسطة شركة "دي بيرز" في عام 1947، استخدم فيها كاتب الإعلانات الشعار الشهير "الألماس يبقى إلى الأبد"، والتي نجحت بالفعل في إذكاء شعبية الألماس كأحد أبرز أحجار المجوهرات.
نعتبر المجوهرات من أثمن المقتنيات التي نمتلكها ونحرص على ارتدائها بهدف الظهور بأبهى الحلل في أهم المناسبات الخاصة بنا. ولطالما كان الألماس بمثابة المادة المثالية للاستخدام مع المجوهرات نظرًا لما يتمتع به من صلابة وندرة وجاذبية ولما يتميز به من ارتباط وثيق بالحب والرومانسية.
وعلى الرغم من أن الألماس يعتبر حجرًا رائعًا لخواتم الخطوبة، إلا أن العثور على الخاتم الماسي المثالي لكم ليس بالأمر السهل دائمًا. لذا نقدم لكم من الرميزان للذهب والمجوهرات تشكيلة من أجود خواتم الخطبة لتختاروا منها الخاتم الماسي المتميز الذي يليق بأذواقكم الراقية.
لمحة حول تاريخ الألماس في عالم المجوهرات
شهد دور الألماس في عالم المجوهرات تغيرًا متسارعًا بعد أن تم اكتشاف الطريقة الصحيحة لقطع الألماس. وكانت المرة الأولى التي تم فيها تقديم خاتم من الألماس كخاتم خطوبة في عام 1477. وكنت بداية عادة تقدم الرجال للزواج بخاتم ألماس عندما قام "الأرشيدوق ماكسيميليان النمساوي" بتقديم قطعة ماسية لـ "مريم بورغوندي" من أجل التقدم لخطبتها. وفي عام 1520، ظهر تصميم قطع "الوردة"، وسرعان ما تبعه تصميم قطع"Peruzzi" في عام 1681، ليتبعه الكثير من التصاميم الأخرى.
بقيت الهند الموطن الوحيد للألماس لمئات السنين، ولا تزال حتى الآن من أهم الأماكن لاستخراجه بكميات وفيرة، يكاد يكون من المستحيل العثور عليها في أي مكان آخر الآن. ومع ذلك، فقد تم اكتشاف الألماس أيضًا في العديد من الأماكن الأخرى، مثل جنوب إفريقيا وأستراليا، والتي أصبحت منذ ذلك الحين من أهم المواطن لاستخراجه. وبات الألماس يحظى بالتقدير الكبير الآن نظرًا لجاذبية مظهره والقيمة العالية التي يتمتع بها، ولهذا السبب تزايد استخدامه في المجوهرات، ولكن تبقى الاستخدامات الأخرى التي ساهم بها عبر التاريخ جلية للغاية أيضًا.
هناك اعتقاد بأن الألماس يرمز إلى الخلود. وعلى الرغم من أن المعتقدات التي كانت تقول بأن له خصائص علاجية أو وقائية من الأمراض أصبحت بالية الآن، إلا أن الديمومة التي يتمتع بها تحمل رسائل زاخرة بمشاعر الإخلاص للشخص الذي يحصل عليه، بالإضافة إلى أنها تجعل منه حجرًا مثاليًا للمجوهرات.