رؤية الشيخ زايد للإمارات كمركز للذهب العالمي

"ستعيش الأجيال القادمة في عالم يختلف تمامًا عن ذاك الذي اعتدنا عليه، لذا فمن الضروري أن نعدّ أنفسنا وأولادنا لذاك العالم الجديد"
– الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
تعكس كلمات الشيخ زايد رؤيته المستقبلية لكافة مجالات وصناعات الإمارات العربية المتحدة. وتعتبر صناعة الذهب في دولة الإمارات العربية المتحدة هي حجر الأساس لكافة استراتيجيات التنوع الاقتصادي للدولة. بدأت قصة ريادة الإمارات في مجال الذهب مع سوق الذهب التاريخي في دبي، الذي تأسس في أربعينيات القرن الماضي على ضفاف خور دبي. وقد رأى الشيخ زايد في هذا السوق المتواضع ليس مجرد مركز تجاري محلي، بل بذور مركز تجاري عالمي. كانت رؤيته تتمثل في تحويل السوق التقليدي إلى سوق عالمي يجذب التجار والمستثمرين من جميع أنحاء العالم مع الحفاظ على تراثه الثقافي. وبتوجيهات الشيخ زايد، تطور سوق الذهب في دبي من مجموعة صغيرة من التجار إلى بنية تحتية سوقية متطورة، جعلت من تجارة الذهب جسرًا تجاريًا وثقافيًا بين الشرق والغرب، مستفيداً من الموقع الجغرافي الاستراتيجي للإمارات والخبرة التجارية التقليدية لشعبها.
الرؤية الاستراتيجية للشيخ زايد
كان نهج الشيخ زايد في تطوير قطاع الذهب متعدد الجوانب. وضع سياسات من شأنها:
- إرساء ممارسات تجارية شفافة
- خلق بيئة آمنة للتجار الدوليين
- تطوير بنية تحتية عالمية المستوى
- تنفيذ سياسات ضريبية مواتية
- تعزيز العلاقات مع الأسواق العالمية
تم تصميم هذه العناصر الأساسية بعناية لوضع الإمارات ليس فقط كقائد إقليمي، بل كقائد عالمي في تجارة الذهب. تجاوزت رؤية الشيخ زايد مجرد التجارة؛ فقد رأى في صناعة الذهب وسيلة لخلق نمو اقتصادي مستدام وأكمل أبناءه رسالته بإنشاء سوق اذهب الجديد.
التطور الحديث يتمثل في سوق الذهب الجديد
اليوم، تستمر تجارة الذهب في الازدهار من خلال تطوير منشآت وأسواق جديدة لتجارة الذهب. يمثل مجمع الذهب والألماس الحديث ومركز دبي للسلع المتعددة (DMCC) تطور أصيل، وتكيّف فريد مع متطلبات القرن الحادي والعشرين. تجمع هذه المنشآت الجديدة بين التكنولوجيا المتطورة وممارسات التداول التقليدية، وتتميز بالتالي:
- أنظمة أمنية متقدمة
- منشآت تخزين حديثة
- مراكز شهادات دولية
- منصات تداول رقمية
- أطر تنظيمية شاملة
وسع جيل القيادة الجديد رؤية الشيخ زايد من خلال ترسيخ مكانة الإمارات كمركز ليس فقط لتجارة الذهب المادي، ولكن أيضاً لمصافي الذهب، وتصنيع المجوهرات، وتخزين المعادن الثمينة، وتوفر المنتجات المالية المدعومة بالذهب، وتطوير منصات تداول الذهب الدولية المختلفة.
الإرث والآفاق المستقبلية
اليوم، تتعامل الإمارات مع حوالي 25% من تجارة الذهب المادي في العالم، وهذا دليل على مدى نجاح تجارة الذهب في الإمارات. كما أصبحت الدولة حلقة وصل حاسمة في سلسلة توريد الذهب العالمية، تربط بين المناجم والمصافي والتجار والمستخدمين النهائيين عبر القارات. ومع استمرار الإمارات في البناء على إرث الشيخ زايد، يتم إطلاق مبادرات جديدة لتعزيز مكانتها في سوق الذهب العالمي. وتشمل هذه برامج التوريد المستدام، وأنظمة التتبع القائمة التقنية، وأطر تنظيمية معززة للحفاظ على أعلى معايير النزاهة في تجارة الذهب.
لم تتحقق رؤية الشيخ زايد في إنشاء مركز عالمي للذهب فحسب، بل تجاوزت التوقعات، مما جعل الإمارات مركزاً لا غنى عنه لتجارة الذهب الدولية. ومع تقدم الدولة، تواصل تكريم إرثه مع التكيف مع المتطلبات المتطورة للسوق العالمية، مما يضمن أن تظل الإمارات في طليعة صناعة الذهب الدولية للأجيال القادمة