الاختلافات بين المجوهرات الإماراتية والسعودية في الماضي

قد تعتقد للوهلة الأولى أن بلدان شبه الجزيرة العربية تشترك جميعًا في امتلاك نفس المجوهرات التقليدية. ولكن في الواقع، ربما تمتلك كل بلد منها مجوهرات متشابهة، لكنها ليست متطابقة تمامًا. ففي بعض الأحيان يكون الاختلاف بينها في تسمية المجوهرات، أو في طبيعة المجوهرات نفسها في أحيان أخرى.

لا تقتصر الاختلافات على أشكال المجوهرات فحسب، بل في كيفية استخدام الناس لها أيضًا. سنتحدث في هذا المقال عن المجوهرات التقليدية التي كان يتم استخدامها في الماضي، وليس تلك التي ما زالت قيد الاستخدام حتى اليوم.

إن أبرز التشابهات بين المجوهرات في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وربما معظم ثقافات العالم القديم، هو عادة تزيين الجسم بالكامل بالمجوهرات. سنجد أن النساء في كلا البلدين يستخدمن الحلي لتزيين شعورهن ورؤوسهن وآذانهن وأذرعهن ومعاصمهن وأعناقهن وصدروهن وكواحلهن وأصابع أيديهن وأرجلهن. وقد أولى كلا البلدين على حدٍ سواء اهتمامًا كبيرًا بالمجوهرات وكانا يعتبرانها ملاذًا آمنًا في الأوقات الصعبة.

وقد صادفنا عادتين مختلفتين مثيرتين للاهتمام في استخدام المجوهرات في كلا البلدين. فعلى سبيل المثال، قبل اكتشاف النفط في الإمارات العربية المتحدة، لم يكن استخدام المجوهرات الذهبية شائعًا على نطاق واسع، ولم يكن بمقدور العديد من العائلات تحمل تكلفتها. لذلك، كانت العائلات ميسورة الحال معتادة على إقراض مجوهرات الزفاف الذهبية للعائلات الأكثر فقرًا دون تقاضي أي أموال منها في المقابل.

وقد تم اعتماد طريقة مختلفة لتوريث المجوهرات إلى الأجيال القادمة في بعض مناطق المملكة العربية السعودية. فعندما تموت إحدى النساء، تتم إذابة المجوهرات الخاصة بها من أجل إعادة استخدامها. وبهذه الطريقة سيكون بالإمكان إنتاج قطعة مجوهرات تتوافق مع الاتجاهات الحديثة والأذواق المعاصرة

كانت معظم المجوهرات في المجتمع الإماراتي القديم تحتوي على اللؤلؤ لأنه كان منتشرًا في ذلك الوقت. ويعود ذلك لأن الاقتصاد المحلي للبلد كان يعتمد بشكل أساسي على الغوص للبحث عن اللؤلؤ. وكانت المجوهرات الذهبية موجودة ولكنها لم تكن في متناول الجميع، كما ذكرنا سابقًا.

وفيما يلي بعض المجوهرات الإماراتية التقليدية التي تجدر الإشارة إليها:

1. خاتم "الفتخ": وهو خاتم لإصبع القدم
2. سوار "الملتفت:" وهو سوار طويل مستطيل الشكل
3. خواتم "مرامي": وهي خواتم تشبه خواتم الزفاف لكنها أكثر اتساعًا
4. تعليقة "الشناف": وهي تعليقة بشكل شبه دائري يتم ارتداؤها عادةً مع أساور "المريه."

تميزت المجوهرات في المملكة العربية السعودية بأنها أكثر تنوعًا، حيث كانت تُستخدم العديد من المواد في صناعتها إلى جانب الذهب واللؤلؤ، مثل المرجان والأحجار الكريمة وشبه الكريمة والخرز والزجاج والبلاستيك، مما ساهم في إنتاج مجموعة متنوعة من المجوهرات بأشكال وتصاميم مختلفة.

وفيما يلي بعض المجوهرات السعودية التي تجدر الإشارة إليها:

1. "الشمسة": وهي عبارة عن حلية لتزيين الجبين مصنوعة من الذهب ومرصعة بالفيروز، وكانت أحد أشكال المجوهرات التقليدية التي انتشرت في منطقة وسط المملكة
2. "حزام جديل" أو "مطموس": وهو حزام مرصع بالفضة كان يتم ارتداؤه حول الخصر، وقد انتشر هذا النوع من الحلي في المنطقة الشرقية.
3. "حجول": وهي حلية تشبه الخلخال ولكنها أكثر سماكة، وكانت النساء ترتدي اثنتين منها في كل كاحل في بعض الأحيان.
4. أساور "بناجر": وهي أساور فضية أو ذهبية أو حلي شبيهة بالأساور ولكنها أقل سماكة.