لماذا لا تنتهي صيحة المجوهرات المستوحاة من الحيوانات أبدًا؟
من الصعب أن تقوموا بتصفح أي متجر مجوهرات إلكتروني أو زيارة أي متجر ذهب فعلي دون أن تصادفوا عقد على شكل بومة أو زوج من الأقراط الذهبية أو طقم ذهبي على شكل ثعبان.
تشغل هذه التصاميم الجميلة ذات الطابع الحيواني مساحة كبيرة على قطع المجوهرات الراقية في جميع متاجر المجوهرات الذهبية أو حتى الإكسسوارات في جميع أنحاء العالم تقريبًا.
هل تساءلتم يومًا عن السبب؟
لكي نتمكن من الإجابة على هذا السؤال، نحتاج إلى التعمق في هذا الموضوع. لذا دعونا في البداية نتطرق إلى لمحة تاريخية حول بداية استخدام تصاميم المجوهرات المستوحاة من الحيوانات.
التاريخ المثير للاهتمام باستخدام الحيوانات في المجوهرات
إذا كنتم من محبي المجوهرات، فقد تكون حقيقة معروفة لكم أن المجوهرات قد بدأت بالتشكل منذ فجر البشرية. ونظرًا لارتباط البشر بالبرية بعلاقة قوية منذ عصور ما قبل التاريخ، فقد اهتموا بتمثيل الحيوانات في كل شيء تقريبًا في حياتهم. وكانت الحيوانات في ذلك الوقت بمثابة مؤشرات على الطبقات الاجتماعية والسمات الشخصية للأفراد والعديد من الأشياء الأخرى التي تخصهم.
وكان الناس في الماضي يستخدمون جلود الحيوانات والريش والعظام والأسنان والأصداف لتزيين أجسادهم، حتى قبل أن يتعلموا كيفية صنع الملابس.
وبمجرد أن اكتشف الجنس البشري طريقة لتطويع وتشكيل أجزاء الحيوانات للحصول على تصاميم خاصة، بدأوا في تصميم المزيد من المجوهرات التي تحمل أشكالًا فنية.
وشهد تصنيع المجوهرات نقلة كبيرة خلال الحضارة السومرية، فقد كان السومريون أول من قام بصياغة الذهب وتصنيع أجمل قطع المجوهرات، وكانت أشهر معظم قطع مجوهراتهم مستوحاة من شخصيات حيوانية.
وحالهم حال معظم الحضارات القديمة، اعتقد السومريون أن الحيوانات، بحكم طبيعتها البرية والقوة والغموض والجمال الذي تتمتع به، هي أفضل من يوفر الحماية والإرشاد للموتى في رحلتهم إلى الحياة الآخرة.
وقد ساهم اكتشاف مقبرة ملكة سومر "بو-آبي" في العثور على بعض قطع المجوهرات المذهلة، منها ثلاثة تمائم ذهبية مرصعة باللازورد وجوهرة على شكل غزالين جالسين.
ولم يكن الأمر مختلفًا لدى قدماء المصريين، فقد كشف الاكتشاف المبهر لمقبرة "توت عنخ آمون" عن العديد من الحقائق المثيرة للاهتمام حول المجوهرات في العصور القديمة، فقد كانت معظم المجوهرات الذهبية الساحرة التي تم العثور عليها بأشكال حيوانات.
وإلى جانب مومياء الملك الشاب، تم العثور على المئات من قطع المجوهرات، مثل التعليقات والأكاليل والعقود والأساور والخلاخيل والأقراط والخواتم على شكل خنفساء الجعران والصقر والثعبان والنسر وأبو الهول، والتي كانت من أشكال قطع المجوهرات الشائعة في الثقافة المصرية القديمة.
كانت خنفساء الجعران والثعابين من أهم الشخصيات الحيوانية المُستخدمة لتزيين العقود أو الخواتم في مصر، وخاصةً للأشخاص أصحاب الرتب العالية، مثل الملكات والملوك.
قد يكون السبب وراء تجسيد هذه الحيوانات الخطرة هو المعتقدات المحيطة بها. على سبيل المثال، كان يُعتقد أن الثعابين قادرة على حماية الشخص الذي يرتديها من العيون الخطيرة والشريرة. لذلك، تم كان يتم تصميمها في العديد من التمائم والعقود والأساور على شكل أخطر أنواع ثعابين الصحراء.
كما استخدم المصريون والإغريق والرومان وجميع الحضارات القديمة تقريبًا شخصيات حيوانية كتصاميم أساسية في مجوهراتهم.
كما وتنتمي اثنتان من أكثر قطع المجوهرات المستوحاة من الحيوانات شهرة في العصر البرونزي إلى الحضارات المينوسية.
تُسمى القطعة الأولى، والمعروضة في الوقت الحاضر في المتحف البريطاني في لندن، بـ "تعليقة سيد الحيوانات"، وهي تعليقة ذهبية على شكل إله يحمل اثنين من الطيور البحرية، ربما الإوز، من عنقيهما، بينما الطائرين محاطين بثعبانين.
وتُعرف القطعة الأخرى باسم "تعليقة النحل"، وهي على شكل نحلتين تحملان قطرة عسل وتحاولان وضعها داخل قرص العسل الخاص بهما.
وإذا سافرنا إلى أبعد من ذلك ووصلنا إلى الملوك الإنجليز، فبالتأكيد سنشعر بالذهول من التأثير الكبير للمجوهرات المستوحاة من الحيوانات في مجموعة المجوهرات الملكية الخاصة بهم.
اعتادت العديد من ملكات الإنجليز على ارتداء المجوهرات على شكل الحيوانات البرية، مثل طائر الفينيق والصقور، وما إلى ذلك. ومع ذلك، كانت قطعة المجوهرات الأكثر شهرة لديهم هي قطعة مجوهرات الملكة "إليزابيث" التي ظهرت وهي ترتديها لأول مرة في صورتها.
تتكون القطعة من ثعبان كبير مرصع بالأحجار الكريمة وهو يحمل في فمه جوهرة على شكل قلب. وقد اختارت الملكة "إليزابيث" هذه القطعة من المجوهرات تحديدًا لارتدائها في صورتها لتُظهر للآخرين أن لديها قلبًا ماكرًا لا يمكن التلاعب به بسهولة.
تمثيل الحيوانات في الوقت الحالي
قد يكون صحيحًا أن النساء في الوقت الحالي يعشقن ارتداء زوج من الأقراط الذهبية على شكل قطة، أو تعليقة على شكل الحيوان الأليف المفضل لديهن، كالكلب أو السمكة.
وفي الحقيقة، يميل الناس إلى امتلاك عقود أو خواتم مستوحاة من الحيوانات الأليفة، خاصةً للارتداء اليومي، لكن لا يزال استخدام الحيوانات البرية في المجوهرات موجودًا بقوة، ويساعدنا في الحصول على قطع مجوهرات تتميز بأعلى مستوى من الفخامة.
ويتمثل السبب الرئيسي وراء ذلك في التأثير الساحر الذي يضفيه ارتداء طقم نمر ذهبي أو عقد تمساح، على سبيل المثال، على الإطلالة بشكل عام. على الرغم من ذلك، قد لا يفكر الناس بوعي في كيفية تجسيد هذه الحيوانات البرية لرمزيات، مثل القوة والحكمة والازدهار والخصوبة والحياة الجديدة، والتي تعتبر الرمزيات الرئيسية لتمثيل الحيوانات البرية في قطع المجوهرات.
بالنسبة للبعض، قد لا يزال خاتم على شكل الثعبان، على سبيل المثال، يمثل رمزًا للقدرة على التكيف مع الظروف الجديدة واكتساب المزيد القوة بمرور الوقت، والذي ينبع من حقيقة أن الثعابين تقوم بتغيير جلدها من وقت لآخر.
إذن، ما هي رمزيات استخدام بعض الحيوانات في المجوهرات؟
• الثعابين والعقارب
كما ذكرنا أعلاه، تعكس الأفاعي أو الثعابين القوة نظرًا لخطورتها، كما أنها تمثل رمزًا للحياة الجديدة، ولهذا كانت من بين المجوهرات التي يتم دفنها مع الموتى في العصور القديمة.
ولا تختلف العقارب عن الثعابين، حيث جعلت منها خطورتها رمزًا للقوة والحماية من الشر.
• الطيور البرية
ترمز الطيور، مثل الصقور، والعنقاء، والنسور، وغيرها الكثير من الطيور، للحرية والعلاقة التي تربط السماء بالعالم البشري.
• الضفادع والأسماك
نظرًا لأن الأسماك والضفادع تضع عددًا كبيرًا من البيض، فإن هذين الحيوانين يرمزان للخصوبة. في حضارات البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا القديمة، كانت قطع المجوهرات التي تأتي على شكل الأسماك، مثل التعليقات أو الحلي على شكل الضفادع، تعتبر من ضمن مجموعات مجوهرات الزفاف.
ولقد قمنا، في متجر الرميزان الإلكتروني للذهب والمجوهرات، بتخصيص مجموعة واسعة من المجوهرات المصممة بشكل جميل والمستوحاة من الجمال الفطري للطبيعة. ولتصفح مجموعتنا من المجوهرات المستوحاة من الحيوانات، يُرجى النقر هنا.
